الأحد، 10 مايو 2009

أنت

في ساعات المساء وقف أمام المرآة وقد أحكم إقفال باب غرفته ليتفرد بها ويجربهاعانقها تارة وجعل يديرها تارة أخرى ويتأملها، يمرر أصابعه على عنقها الطويل وتذهب به الأفكار إلى تأمل مشاهد يكون فيها أكثر صلابة...يقف ويطبق عليها بإحكام وتتغير ملامحه نحو القساوة تدريجيا،يخاطب المرآة سائلا من فيها بغضب مصطنع وبصوت بالكاد يسمعه هو: "من أنت"؟فيجيب صوت العقل: "أنا أنت"وبتوتر لا يقل عنه في مشهد حقيقي يقول: "أنت لست أنا! ، سأقتلك..."ردد أنت من المرآة: "سأقتلك"ووسط توتر الموقف وتعاظم شحنات من الجنون والعصبية، لم يستطع "أنا" كبح جماح نفسه، فضغط الزناد وانطلقت الرصاصة نحو "أنت"، ارتدت عبر زجاج المرآة، وفجأة اختفى "أنا" حتى قبل أن يختفي "أنت" بلحظات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق