السبت، 2 يناير 2010

أم سلمونة

أم سلمونة. قرية فلسطينية إلى جنوب بيت لحم. تقع هذه القرية في وسط الكتلة الإستيطانية المدعوة غوش عتصيون مما يجعل منها هدفاً دائماً لخطط المستوطنين. هذه المرة تتعرض القرية إلى مخطط لمصادرة مساحات شاسعة من الأراضي على حدودها الجنوبية.
قام بعض المتطوعين برفع دعوى قضائية أمام المحاكم الإسرائيلية ضد قرار المصادرة حيث حكمت المحكمة لمصلحة المدعين بشرط أن سقوم "بتغيير طابع الأرض" من أرض بور إلى أرض زراعية في خلال ثلاثة أسابيع.
تمكن أصحاب الأرض من تجنيد جيش من المتطوعين للعمل في هذه الأرض بما يساهم في تغيير شكلها حتى يتسنى وقف قرار المصادرة. لأول مرة أحسست بأنني أقوم بعمل يستحق التعب من أجله. لقد كان مشهد المتطوعين من كافة الأعمار والمناطق مشهداً يبعث على الفرح. على الأقل هناك من يأبه بما يحصل لهذه الأرض ويبذل جهده ووقته في العمل من أجل التغيير.
رغم كل هذه المشاعر الطيبة، إلا أنه كان لا بد من جرعة من الغضب، التي بلا شك أعطتنا دفعة للأمام. ففي منتصف النهار جاءنا حضرة الدكتور مصطفى البرغوثي ليطمأن على سير الأوضاع. ربما يكون مصطفى شخصاً متكلماً وقادراً على طرح صورة إيجابية عن فلسطين في الخارج. لكن أداءه في الداخل مزيج من التلسق على أعمال الآخرين ومحاولات مستمرة لتجيير النضال الشعبي لصالحه دون أن يشارك فيه حتى.
وهكذا كان في ذلك النهار، يقف بأعلى التل وينظر إلى المتطوعين يعملون بجد، كما لو أنه إقطاعي يراقب عماله. ولم يخفف من هول الأمر إرساله لأحد صبيانه الذي طلب منا أن نقوم بأخذ صورة له في ذلك الموقف نظهر فيها نحن نعمل وهو يراقب أداءنا ويوجهنا. أعجبتني جرأة ذلك الشاب الذي لم يخجل من أن يصيح بأعلى صوته "جيرة عليكم تحملوا فاس وتنزلوا تساعدونا". لفرط خجله أدار وجهه وأكمل حديثه مع زبانيته وهو ينظر في الاتجاه الآخر. لا أعلم إن كان قد فهم الرسالة: أن الناس قد سئموا المحاولات المستمرة من قيادتنا السياسية لتجيير كافة أعمالنا كمكاسب سياسية لهم دون أن يأبهوا بما يحصل بنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق